من اجمل القصائد التي تحكي شعور الاب تجاه ابناءه
قصيدة عمر بهاء الدين الاميري
عندما ودعهم
بالله تأمل البيت الاخير
اني وبي عزم الرجال اب
------
أين الضجيج العذب و الشغب
أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدها
أين الدمى في الأرض و الكتب
أين التشاكس دونما غرض
أين التشاكي ماله سبب
أين التباكي و التضاحك في
وقت معا ،و الحزن و الطرب
أين التسابق في مجاورتي
شغفا إذا أكلوا و إن شربوا
يتزاحمون على مجالستي
و القرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم
نحوي إذا رهبوا و إن رغبوا
فنشيدهم..بابا..إذا فرحوا
و وعيدهم..بابا..إذا غضبوا
و هتافهم..بابا..إذا ابتعدوا
و نجيّهم..بابا..إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا
و اليوم،ويح اليوم، قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت
أثقاله في الدار إذ غربوا
إغفاءة المحموم هدأتها
فيها يشيع الهمّ و التعب
ذهبوا،أجل ذهبوا،ومسكنهم
في القلب،ما شطوا وما قربوا
إني أراهم أينما التفتت نفسي
و قد سكنوا، و قد وثبوا
و أحس في خلدي تلاعبهم
في الدار ليس ينالهم نصب
في الدار ليس بهم نصب و بريق أعينهم،إذا ظفروا
و دموع حرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثر
و بكلّ زاوية لهم صخب
في النافذات زجاجها حطموا
في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا
في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا
في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت
عينيّ كأسراب القطا سربوا
دمعي الذي كتمته جلدا
لمّا تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا
من أضلعي قلبا بهم يجب
ألفيتني كالطفل عاطفة
فإذا به كالغيث ينسكب
قد يعجب العذّال من رجل
يبكي، و لو لم أبك فالعجب
هيهات ما كل البكا خور
إني و بي عزم الرجال... أب